بعد إنسداد الأفق…هل ستدفع الحكومة بوزير جديد إلى قطاع الصيد؟
بعد شهور من مايصفه الفاعلون في قطاع الصيد ب”الإنسداد” ،وتعثر انطلاق المشاورات التي وعد بها الوزير بحضور الرئيس الفاعلين،وتفاقم معاناة الصيادين التقليديين ،وعدم اتخاذ إجراءات عملية لحلحلة أزمات القطاع بات السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل بالفعل سيتم تعيين وزير جديد للقطاع بعد قرابة سنة 4 وأشهر من تسيير الخبير الوزير محمد ولد أمعييف.
عول كثيرون على خبرة وتجربة الخبير الوزير في إنتشال القطاع من تراكمات عقود من الزمن،والعمل على دمجه في نسيج الاقتصاد الوطني،والتوجه نحو التصنيع بدل سياسة الطحين التي ضعيت فرصا عديدة على موريتانيا.
غير أنه في المقابل عانى الخبير الوزير من عديد التحديات والتي لم يواكبها بمرونة مما تسبب في اندلاع احتجاجات قوية في القطاع ،وخصوصا تلك المتعلقة بإخراج أصحاب سفن شركة صناعة السفن والتي أخذت تقريبا نصيب الأسد من التصعيد في القطاع.
إلى ذلك لم يتوفر السمك على موائد الموريتانيين وهو تحدي كان يفترض أن يسهم الخبير الوزير في ايجاد حلول له لكن سكان العاصمة الاقتصادية نواذيبو باتوا يعتمدون في غذائهم على الدجاج رغم أنهم يقطنون في مدينة السمك ضمن مفارقة غريبة.
وعلى المستوى الإجتماعي تعثرت المفاوضات مع أرباب العمل طيلة فترة الوزير الخبير ،وبالتالي لم يعرها بحسب النقابيين أي إهتمام بعد تنحية مدير البحرية ضمن خلاف مع الوزير أفضى إلى إقالته واستبداله بأخر.
وارتفعت أصوات الفاعلين من النقابيين والمؤثرين في القطاع في أن الوضع أصبح صعبا،وربما لم يعد استمراره ممكنا في ظل شبه شلل في القطاع ،وعدم تمرير هيكلة على مستوى الوزارة تعطلت منذ 2018.
ابتكر الوزير مقترحا تم تمريره عبر مجلس الوزراء بإنشاء مكتب تسيير الموانئ ورغم مرور قرابة شهور على الفكرة إلا أنها لم تتجاوز عباءة السطور في ظل أنباء عن تعثرها فكيف يعقل إنشاء مؤسسة ومرور نصف سنة على عدم تعيين مدير لها؟ وما هي الأسباب الكامنة؟
وازداد الوضع تعقيدا مع شبه تململ في أوساط رموز الفاعلين الاقتصاديين في مجال القطاع من عدم وجود مرونة من قبل الوزير مما تسبب في وضعية الركود الحالية والتي تكاد تقترب من السنة.
اليوم يتساءل كثيرون عن ما إذا كان الرئيس سيعمل على تغيير الوزير بأخر جديد من أجل امتصاص بعض أزمات القطاع ،وجعله يتنفس الصعداء بعد قرابة سنة ونصف من التصعيد؟ أم أن الخبير الوزير سيبقى على هرم تسيير القطاع حتى نهاية الانتخابات الرئاسية؟