في عاصمة الاقتصاد…ألاف العاطلين فأي مفارقة؟
كشفت الوكالة المحلية للتشغيل قبل أشهر عن أرقام صادمة فيما يخص أعداد العاطلين عن العمل على مستوى العاصمة الاقتصادية نواذيبو حيث أظهرت أن أزيد من 7500 عاطلا مسجلين على اللوائح لدى الوكالة ،وربما وصل الرقم إلى 8000 عاطل للمرة الأولى منذ 2005.
أعداد مخيفة لتفشي حجم البطالة في مدينة الاستثمار والمال بموريتانيا،والتي كان يفترض أن تلعب دورا في امتصاص البطالة ، وخلق فرص العمل بحكم وجود أزيد من 200 مؤسسة وشركة في المدينة إضافة إلى المنطقة الحرة واستثماراتها الضخمة.
وتشير المعطيات إلى أن أزمة التشغيل تطرح نفسها بإلحاح في ظل غياب رؤية متبصرة حولها، ورفض أرباب العمل التنسيق مع الوكالة ،بالإضافة إلى غياب زيارات مدير الوكالة العام إلى نواذيبو.
وفي هذا الإطار تعتزم الوكالة إطلاق يوم مفتوح في مدينة نواذيبو هو الأول من نوعه في نواذيبو ،وهي التي تدرك حجم استفحال البطالة ، وغياب تنسيق كامل مع المؤسسات والمشغلين الذين استفادوا من ثغرة قانونية تتملث أساسا في الاكتتاب الحر.
تحتاج الوكالة بالفعل إلى تغيير فلسفتها ، ويجب على مديرها العام تقديم رؤية حول فرص التشغيل المتاحة، وجمع الشركاء والمشغلين والعاطلين والسلطات على طاولة واحدة بغية الخروج بتصور قادر على ردم الهوة بينها وأرباب العمل ومفتشية الشغل من أجل التنسيق كهيئات مشتركة لفرض حصة من التشغيل ،وإعطاء الأولوية لعاطلي نواذيبو.
الاف الفرص الضائعة والمهدورة في نواذيبو، والشركات التي تعج بالأجانب في ظل إمكانية مرتنة الوظائف وفق مايحدده القانون لكنه غياب الرؤية ، وضعف التنسيق وعدم الإهتمام فالوكالة المحلية منذ 17 سنة ولم يتم تفعيلها.
وبحسب كثيرون فإن اليوم التشاوري هو فرصة نادرة ينبغي إستثمارها لجمع كافة المشغلين في القطاع الخاص ومستثمرين محليين من أجل الغوص في تفاصيل التشغيل،وإشهار سيف القانون والدولة من أجل احتواء حجم البطالة ومحاصرته لمنح جرعة أمل لشباب نواذيبو بعد معاناة سنين.