باحث :موريتانيا بحاجة إلى استراتجية فعالة لإدماج التنقيب التقليدي في الاقتصاد

قال الباحث الموريتاني المتخصص في الصناعات الاستخراجية الدكتور يربان الخرشي إن موريتانيا باتت بحاجة ماسة إلى رسم استراتجية وطنية فعالة لإدماج التنقيب التقليدي في الدورة الاقتصادية،وإضفاء المزيد من الشرعية وجعله أكثر تنظيما وأمنا وتكاملا مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى ،وتحييد المخاطر البيئية والصحية.

وأضاف في حديث خاص ل”المؤشر” أن تقرير مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية 2020-2021 من كميات الزئبق المستخدمة في استخراج الذهب تصل 248 طنا سنويا وهو مايعادل 18% من الكميات المستخدمة في الصناعات في العالم وهو خطير جدا.

وأشار الباحث الموريتاني إلى ضرورة ربط التنقيب التقليدي بالدورة الاقتصادية ، فمثلا بعض البلدان يفرض أن من حصل على كميات من الذهب يستثمر مداخيلها في القطاعات الاقتصادية سواء في الزراعة أو غيرها بغية استفادة الدولة منه.

وأشار الباحث الموريتاني إلى تسابق البنوك العالمية لشراء الذهب بأكبر كميات منذ تفشي كورونا ،كاشفا أن مجلس الذهب العالمي ذكر في تقاريره أن بعض البنوكــ وخص بعض الدول،قائلا إنها تشتري الذهب بأكبر كمية منذ 50 سنة الأخيرة نتيجة القلاقل وباعتبار أن الذهب هو الملاذ الأمن خلال الأزمات،حيث أن البنوك الروسية والتركية والروسية والفرنسية والصينية عمدت إلى تخزين أكبر كميات من الذهب تحسبا لأزمات أعمق أو مشاكل في العملة الأكثر تداولا (الدولار)

واعتبر الباحث أن هذا يأتي في ظل استخدام الدولار كسلاح ضد روسيا،وما قيم به إخراجها من نظام سوفيت، وقيام روسيا بربط عملتها بالذهب ،وقبلها الصين التي أعلنت عن سراء النفط بالإيوان المقوم بالذهب،وهي خطوات سيكون لها مابعدها.

ونبه الباحث الموريتاني إلى أن كل هذه الخطوات تفرض على موريتانيا التفكير في شروط استغلال الذهب بإعادة تفاوض سواء الشركات الحالية أو تلك المستقبلية.

ورأى الباحث أن توقعات الجهات الرسمية بأن 2023 يتوقع فيها أن يصل إنتاج الذهب الأهلي 36 إلى 40 طنا من الذهب ،والكثير من هذه الكميات يباع عن طريق السوق السوداء في حدود 20% تعرف طريقها إلى البنك المركزي فقط،وهناك حالات تهريب كبيرة تمت مشاهدتها في السنوات الأخيرة.

واعتبر الباحث أنه في ظل توسع نشاط التنقيب التقليدي فإنه يعتقد أن له أضرار كبيرة بالبئية والصحة خصوصا أن احترام الشروط البيئية محدود.