بعد تسجيل آلاف العاطلين بنواذيبو2023…أية إجراءات لتقليص حجم البطالة؟
أثارت الأرقام التي كشفت عنها الوكالة المحلية لتشغيل الشباب صدمة قوية في الرأي العام عن حجم استفحال البطالة في عاصمة الاقتصاد والثروة بموريتانيا ،وسط مطالبات بالعمل على رسم استراتجية محلية للبحث عن التشغيل.
وأظهرت المعطيات أنها المرة الأولى منذ 2005 التي تسجل فيها قرابة 8000 عاطلا في مدينة الثروة والاقتصاد دون أن تتخذ الجهات المعنية بالتشغيل إجراءات من أجل البحث عن التشغيل،والاكتفاء بتسجيل جيوش العاطلين الذين هم في تزايد مضطرد.
وبحسب المشرفين على الوكالة فإن أرباب العمل في غالب الأحايين ينفرون من الوكالة ،ويتصورون أنها ستفرض عليهم الضرائب في الوقت الذي هي هيئة حكومية معنية بأن تكون الوسيط بين رب العمل والباحث عن العمل ،وهي الصورة النمطية التي ظل يحملها أرباب العمل عن الوكالة.
ليس مستساغا في مدينة تعج بالشركات والمؤسسات ،وبها عديد الثروات البحرية والمعدنية أن تحطم أرقاما قياسية في مستويات البطالة لم تعرفها قبل 18 سنة حيث كان الرقم 5000 عاطلا ليقفز الرقم إلى قرابة 8000 عاطلا في 2023.
ويطرح كثيرون سؤالا فحواه ماهي جدوائية وكالة للتشغيل تعجز عن التشغيل،وتنفق عليها الدولة سنويا نصف مليار دون أن تكون قادرة على فرض نفسها ،وإقناع أرباب العمل بتصوراتها غير أن المشرفين على الوكالة يردون بأن ثغرات عديدة يستغلها أرباب العمل لعل أهمها هو حرية الاكتتاب التي يتمسك بها رب العمل ،وتجعله في حل من أي هيئة حكومية ،وهو السبب في تحويل عديد المؤسسات من القطاع الخاص إلى مؤسسات أسرية بدل ماكان سائدا في العقود الماضية بتولي مفتشية الشغل الاكتتاب.
وهنا يكون السؤال الأكثر إلحاحا كيف يعقل أن تكون مدينة توجد بها قرابة 300 شركة بها هذا الكم من العاطلين؟ وكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟ إذا كانت للجهات المشرفة على التشغيل تدخل حقيقي؟ ومتى سيحدث ذلك؟
ثم إن السؤال الأكثر ورودا لماذا لايتم إجراء إكتتابات محلية في كبريات المؤسسات :الموانئ ، الشركات البحرية ، المدارس الخصوصية ،المؤسسات الخدماتية ؟ ماذا لو إكتتبت كل مؤسسة بنواذيبو 12 عاطلين فسنجد على الأقل 3600 فرصة عمل وبالتالي يتم تقليص العدد بنسبة 35%.
إلى الآن يقترح كثيرون تحركا رسميا على مستوى دوائر صنع القرار من أجل أن يتم عقد إجتماع موسع يجمع أرباب العمل والوزارات في دراسة ملف البطالة في العاصمة الاقتصادية الذي بات يطرح تحدي كبيرا لا بد من البحث له عن حلول سريعة.