مجهر “الصبيبرات”…أحلام الشباب لجني الذهب (صور)
عند الكلم 170 من مدينة نواذيبو،أو مايسمى محليا ب”الشلخه” ستكون مضطرا إلى أن تسلك على جهة اليسار طريقا رمليا وعرا ،وتسير مسافة 35 كلم ولمدة تقترب من 40 دقيقة لكي تصل إلى مجهر “الصبيبرات”.
أول مايقابلك أكواخ وخيم متناثرة هنا وهناك ،وأصوات الحفر التي هي عنوان المجهر الذي يعمل قرابة 500 إلى 700 شاب ،كلهم يؤمل في جني الذهب بعد رحلة قادته من إحدى ربوع الوطن،وقرر أن يمم وجهه شطر المجهر.
للمجهر قصص شهيرة وأحداث معروفة حيث شهد للأسف في السنة الماضية سقوط عدة أبار ،ووصلته السلطات وأقامته لمدة أسبوع لانتشال المنقبين من بين طبقات الأرض في حادثة ماتزال عالقة في ذاكرة ساكني المجهر.
لا محلات تجارية في المجهر،ولامساكن تقي المنقبين لفح الشمس الحارقة ولابرد الشتاء القارس ،وإنما خيم بسيطة هي مساكن جل المنقبين الذين يتحد هدفهم على البحث عن الذهب والحصول عليه بأي وسيلة كانت.
آلاف الشباب المتعطشين إلى الذهب ركبوا المخاطر، وغامروا بأنفسهم في صحاري مفتوحة تغيب فيها ابسط مقومات الحياة فلا ماء وإن وجد يباع بأغلى الأثمان، ولامساكن في المجهر.
ويقول المنقب بان أمو إن ظروف الحياة بالغة الصعوبة،وإن الاستفادة محدودة جدا بفعل صعوبة الجهر،وغياب أي إطار يحدد طرق الإستفادة للمنقب البسيط القادم من خارج المجهر.
ويضيف : المياه هنا حلم ، ومايوجد منها يباع بأغلى الأثمان، ونحتاج بالفعل أن نجد سقاية يوميا أو على الأقل مرتين في الأسبوع من قبل وكالة معادن لكي تكسر هيمنة بيع المياه هنا ،نشتري الطن الواحد ب10 آلاف أوقية قديمة.
والغريب في الأمر أنه في المجهر تغيب تغطية شبكة الهاتف لتجعل القاطنين في عزلة كاملة عن بقية التراب الوطني،ومن الصعب عليهم الإتصال مهما حاولوا مطالبين شركات الاتصال بجعل نقطة في المجهر.
يأمل مئات الشباب في أن يتمكنوا من تغيير وضعهم عن طريق الحفر ،والحصول على الذهب لكي يتغير واقع حياتهم نحو الأفضل بعد مغامرة وجهد جهيد في حفر التربة الصلبة ،والإقتيات على السردين والمياه فقط.
يروى المنقب بان أمو ل”المؤشر” يوميات المنقبين قائلا إن عملهم يبدأ مع إنبلاج خيوط الفجر حيث يتجهون إلى الآبار ،والشروع في حفرها حتى تغيب الشمس ويعودوا إلى الخيم المجاورة للآبار.
يوميات يصفها المنقب ببالغة الصعوبة لكنها يضيف ظروف الحياة ،وقساوة الظروف التي أرغمتهم على أن يعملوا في الذهب أملا في إيجاد ما سيغير واقعهم الاقتصادي.
يشيد المنقب بواقع الأمن في المنطقة ،وسيطرة الدرك عليها ،مبديا شكره للجهود التي يبذلونها لتأمين المنقبين.
لا يفتأ المنقبون يطالبون بحل مشكل المياه والتغطية ،وحلة مشاكل وقف الآبار دون إبداء مسوغات مقنعة لهم،داعين مدير وكالة معادن موريتانيا إلى العمل على تحسين ظروفهم بدل الواقع الحالي الذي يعيشونه في المجهر.